بسم الله الرحمن الرحيم
قصة وقعية ان مع العسر يسرا
جلستُ مع نفسي مرة أسترجع أحداثًا مضت ومواقف مؤلمة انقضت.. كنت كفراشة متحركة تنبض بالحياة والحركة. نِلت محبة مُدرّساتي وودّ زميلاتي.. لم أزل طفلة لم أتجاوز العاشرة من عمري حين داهمني المرض.
إليكن قصتي وإني لأسوقها لكن للعظة والعبرة... والله أسأل أن ينفع بها:
أنهيت دراستي الثانوية بعد مشقة وتعب وجهد فلم أكن منضبطة في دراستي بسبب ظروف سفري وعلاجي، حيث كنت أجري اختباراتي النهائية بسيارة الإسعاف نظرًا لقلة المناعة لدي بسبب العلاج ولكن بقدرة الرحمن سبحانه أولاً ثم بإصراري الدائم على نيل أعلى الدرجات يسر الله لي التخرج....
فبعدما اكتملت فرحتي وغمر الأنس منزلي إذ بخيول هائجة من الآلام تجتاحني وبقسوة هذه المرة...أمسك رأسي بكلتي يدي الصغيرتين وتتوه عيني في لجج من الظلام لا أعلم له فجرًا ..... رحماك يا ربي رحماك.
ومع هذا وذاك سأصمد وأضع أول لبناتي في كلية طالما حلمت أن أكون داخل صرحها... نعم سأحارب ألمي وأحتسب الأجر في ذلك البلاء...
فكرت أي طريق أسلك ولأي كلية أتجه كان همي أن أخدم هذا الدين في أي مجال لكني تفكرت في مرضي وأن الأطباء أخبروني بأن حالتي بدأت تزداد سوءًا... حينها قرروا زيادة جرعة الدواء لي بحيث بدأت تظهر آثاره القبيحة على جسمي النحيل. استخرت ربي وأخذت أردد بداخلي أنا في نعمة مهما كانت الآلام والظروف. لمَ لا أغتنم ما بقي من عمري لخدمة ديني والدعوة إليه؟ لم يهتم أحد بما أقول؛ كان همّ من حولي كيف يتم شفائي.
رفعت سماعة الهاتف وسألت إحدى الأخوات الداعيات وذكرت لها ما جال في خاطري فأجابتني قائلة:
(إذا كانت لديك المقدرة فلا تترددي في خدمة هذا الدين من خلال إقامة دروس وحلقات وأنشطة تفيد من في سنك )
بعد كلام الأخت وشعور الكل برغبتي الشديدة للسعي في نفع الأمة ودعوتها ورغم انعدام الصحة لدي وافق الأهل على مضض.
توكلت على الله وسرت بخطًى ثابتة وأنا حاملة شهادتي متقدمة لشؤون كليتي وبدأت السنة الأولى بفرح لا يسعه المكان وساهمت مع خير صحبة في مصلانا الحبيب تارة نتلو ونحفظ، وتارة ندعو ونقيم دروسًا.
لم أكن الوحيدة.. هناك الكثيرات حولي همنا هم الداعية المؤمنة حفظ القرآن جزء من نشاطنا.
بدأت بفتح نافذة مستقبلي متناسية تلك الآلام المبرحة والأوجاع المتكررة ....
يا لها من أيام رائعة مضت وولّت سريعا لا يكدر صفوها إلا صداع مع غيبوبة لمدة يوم أو يومين ومضت أيامي على هذا الحال وأنا صابرة وقد تعود رأسي على هذا الألم حتى صرت أتناساه في كثير من الأحيان مع شدته ولم تكن حينها الإبر والأدوية المسكنة مع كثرتها وحدتها كفيلة بالقضاء عليه.
ومع الأيام بدأ صاحب الطفولة يزورني ويطرق بابي ويسكن بدماغي ويحزن كل من حولي فحسبي الله، عليه توكلت.
بدأت تزداد شدة صداعي وبدأ يصاحب ذلك شلل في أطرافي وبدأت أتغيب عن محاضراتي حتى أفقدتني الجميع ولكن بداية قصتي كما رواها لي والداي يحفظهم الله:
في إحدى الليالي اشتد علي الألم والوجع بقوة..آه يا ألمي ما أقساك.... حينها سقطت على الأرض التي طالما شهدت سقطاتي التي طالما أحتضنت عثراتي، وصبرت على وقعاتي.. نعم إنها ساعة الصفر حانت بعد ابتلاء استمر تسع سنوات وما هي إلا لحظات تم نقلي فيها إلى قسم الطوارئ وإذ بالأجهزة تحيط بي من كل جانب في جرة ألفت النظر إليها كما ألفتني هي بدورها.
أجريت لي أشعة مقطعية على رأسي مكثت برهة أنتظر النتيجة تفحص الطبيب الأوراق ونظر إليها مليًا؛ بل ودقق النظر وأطرق برأسه للأرض ثم استدعى طاقمًا طبيًا لتصبح تلك الغرفة مليئة بالأطباء وصور الأشعة وأنا وأمي وأبي.. تحدثوا كثيرًا بلغة لا أميزها لم أكن أعي شيئاً سوى لمسات دافئة من يدي أبي الحنون ولم أشعر إلا بأغلى كف تمسح على رأسي: أمي الرؤوم. وردّد نبضي حينها { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين } البقرة :155
تنهد الطبيب وقال: كما هو معروف لديكم أنه هناك ورم برأس ابنتكم إلا أن الأشعة التي بين أيدينا الآن تدل على أن حجمه بدأ يزداد بسرعة وهي في وضع حرج لأنه بدأ يضغط على عروق الرأس وفي أي لحظة يمكن أن يزداد هذا الضغط فتنفجر العروق وتصاب بنزيف دماغي وتموت.
نعم قالها "وتموت".. قالها بملء فيه وهو يرددها على مسامع أمي وأبي..
نقلت لنا كلماته أصداء من حجرة بائسة قالها ولم يشعر برماد إنسان حطم كيانه وبعثر بقية من آماله.... لم يشعر بقلب مكلوم تسارع نبضه وتوقف الدمع من عينه.. ما عساني أن أصف حالي وشعوري وأشجاني.... ما عساني أن أروي مقالي وما دهاني.
وقد خر أبي جالسًا وهو يردد "إنا لله وإنا إليه راجعون"
ثم قال أرجوك يا طبيب ما الحل وغيرك ممن طرقنا أبوابهم تسع سنوات مضت أخبرونا بأن ابنتي تستجيب للعلاج وأن العملية لا تنفع في حالتها لصعوبتها بل لخطورتها على حياتها.
فأردف الطبيب قائلا:
الوضع الآن صعب وحرج جدًا ولابد من أجراء العملية مهما كلف ذلك فكل دقيقة؛ بل كل ثانية ليست من صالحها.
وفي الصباح، أكمل والدي إجراءات السفر للخارج حيث الطبيب المختص هناك.
شعرت لألف مرة بيد والدي تمسح على شعري ويتصنع ابتسامة صفراء باهتة ويقول: ابنتي أنتِ شابة مؤمنة عاقلة اصبري واحتسبي. قرأتِ السير وعلمتِ ما عانوا وما قاسوا فلقاك بهم في الجنة إن شاء الله، واصبري فالصبر خير.
كنتُ أعلم في قرارة نفسي أنه يصبر نفسه قبل أن يصبرني.. جال في خاطري أسئلة حينها ماذا لو كتب الله علي الموت؟ نعم الموت الحفرة الصغيرة والقبر الموحش الديدان؟
أمي.. أبي.. إخوتي.. رفقتي وصحبي.. هل سأفارقهم الآن؟ كيف سأسير على الصراط؟؟
أخذت أصرخ في داخلي يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله.. يا ليتني قدمت لآخرتي..
رُحمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاك يا ربي..
ودعتني شمسي نحو الأفق البعيد في عالم المجهول نحو المغيب، ولم تكتسِ بحمرتها المعهودة بل كنت أراها شاحبة وودعتها ببسمة كلها إيمان وأمل.. وساد صمت طويلا!
أفقتُ وأنا ممدة على سرير أبيض وقد وفد القادمون علي من كل حدب وصوب لزيارتي بل لتوديعي، وكان والدي مشغول بترتيبات سفري للخارج. وإذ بهاتف، بل ببريق أمل، يحادثه أن طاقمًا طبيًا كندي مختص في الأورام وعلاجها أتى لأحدى مستشفيات المملكة وقال أحد أصدقاء أبي اعرض حالة ابنتك عليهم قبل سفركم هناك لعل الله يكتب لها الشفاء في أرض المملكة. هنا سجد أبي لله شكرًا.
كدتُ أطير من الفرح لآني كارهة السفر خارج أجواء بلادي. كنت أحدث نفسي ماذا لو مت أثناء العملية؟؟ أموت في بلاد الفجر والمجون والفساد؟؟
لجأت بصدق إليه سبحانه فأكرمني ربي وسخر لي من قدم من الخارج ولله الحمد والمنة .
غيّر أبي مجرى الترتيبات ولم تبقَ سوى لحظات ونغادر.
سالت دموع وأنهار وأنا أودع كل من حولي.. أقبّل أهلي ورفقتي وصحبي وجدتي.. لوّحت لهم بيدي بأن موعدنا قريب للُقيا تلم شتات شملنا بإذن الله.
ركبتُ بجوار والدي الغالي وسافرنا لجدة بدلا من أمريكا، وكانت كرحلة مقدارها خمسون ألف سنة!
جال طيف بخاطري خلال رحلتي، فقد تذكرت مكوثي هناك أنتظر دوري ليقرأ علي الشيخ وأسمع تلاوة عطرة تزيل همي وتزرع الأمل بين جوانحي. أخبروني الكثير ممن طرقت أبوابهم بأنني والحمد لله لا أعاني من عين أو غير ذلك وأنه يجب علي زيارة الأطباء وأن لا أنسى نصيبي من القرآن فهو الشفاء لكل داء.
تزاحمت الأفكار في ذهني ولم أعِ ذلك إلا عند هبوط الطائرة. وصلنا إلى جدة مساءً، واستقبلتنا أسراب من طيور مهاجرة حدقت بها.. ما أجملها وما أبدع مصورها سبحانه.
دخلنا الباب الخارجي للمستشفى، وصعدنا درجات السلم وأجروا لي التحليلات والفحوصات اللازمة. جلسنا في الغرفة ننتظر قدوم الطبيب وما هي إلا لحظات والطبيب عند رأسي يقول:
هذه أوراق وقع عليها حتى ننهي إجراء دخولها للمستشفى ونحجز لها سريرًا.
أتممت جميع ما احتجته من فحوصات وتحاليل وأشعة، وخلال أسبوع ظهرت جميع النتائج وأراد الرحمن سبحانه أن تكون جميعها سلبية حتى أن الطبيب قال: حالتك ميؤوس منها.
ففقدت الأمل بالناس وبقي أملي متعلقًا برب الناس، وأراد الباري حينها أن يقرروا لي إجراء العملية خلال الأسابيع القادمة لأنه هو الحل الوحيد؛ رغم انعدام مسببات النجاح لها.
رجعت إلى منزلي وتوقفت عن دراستي وذهبت بنفسي لأروي ظمأ عيني؛ فقد كنت متعطشة لرؤية مصلانا الحبيب.. تحدثت مع محرابنا وقبّلت مكان سجودي.. كنت أشاهد من نافذتي تبدد الغمام وانقشع الضباب وأهتف: يا رب متى ينقشع عني غباري؟ كنت كلما صليت لا يحضرني إلا قوله عز وجل (أني مسّني الضرُّ وأنت أرحم الراحمين )
حان موعد العملية، بل أصدقكم قولا قد حانت بظني نهايتي وتوديعي لدنيتي، وتجردت شجرتي من أوراقها ....
لملمت بعضًا من حاجياتي وودعت أهلي وما أقسى الوداع الذي يظن المرء بأن لا عودة بعده.
سافرنا لجدة ودخلنا للمستشفى وكان كل شيء جاهزًا. قابلنا الطبيب المختصّ، وفي الغرفة جمع كبير من الأطباء والأجهزة حول جسدي الملتفة.. كان منظرًا مؤلمًا ومروعًا.. أخذت أنظر لوالدَي ودموعهما تسيل وهما يرون ابنتهم تذبل وتصارع الموت أمامهما. كنت أعتصر وأذوق الويلات في داخلي ليس لذاتي وإنما من أجلهما
وودت لو أستطيع فكاك ما حولي من الأجهزة كي والله أقبل موضع أقدامهما، ووددت لو أحضنهما بدلا من صممات وُضعت علي.. ووددت.. ووددت.. ووددت..
وليس كل ما يتمنى المرء يدركه، فقد كان أكبر من ذلك ما بجوفي، أما أمامهما فقد كنت ثابتة من أجلهما.
ذكرت الله كثيرًا، وتذكرتُ أنها سُنة كونية ثابتة بأن لا عسر يغلب يسرين، ولا ظلمة تبقى دون زوال، فلا بد للفجر أن يحين. هان الأمر علي كثيرًا واستعصمت بحبل الله المتين.
وبينما أنا بتأملاتي إذ بالطبيب الكندي ماثلا أمامي ليخبر أحنّ من عرفت بحياتي عن نتائج عمليتي المتوقعة... كان يتكلم أمامهما وكأن النائمة على السرير ليست ابنتهما. وحُق له ذلك وهو الكافر المنزوعة الرحمة من فؤاده. كان يتكلم وكأنه يقرأ جريدة حيث قال بملء فيه نسبة النجاح 1% ومن نتائجها فقدان للبصر وفقدان للذاكرة وشلل للأطراف هذا إذا كتب النجاح للعملية وغدًا ستتم. ثم ولى منحرفًا وسهامه مزقت الأفئدة.
مرت تلك الليلة بسوادها كأثقل ليلة مرت علي، كنت أنتقل من حجر أمي لحجر أبي وأسرق النظر كي لا يروني وأنا أصلي وأدعو الله أن يلطف وهو اللطيف الخبير...
جاء الصباح والتف حولي جمْعٌ لا يطاق وأدخلت غرفة العمليات بعد أقسى وداع شهدته في الأرض...
سلّ مشرطه وتساقط شعري أمامي.. رفعت يدي أتحسسه فكأني مولودة لتوّي، فلا عر يكسوني. وما هي إلا لحظات حتى أشار الطبيب إلى الممرضة فجاءت بإبرة للتخدير التام.
"بسم الله.. لا إله إلا الله" ذكرت الله فكان هذا أخر عهدي بالدنيا.
دخلتُ غيبوبة تامة مكثت بها (العملية) ما يقارب 12ساعة. اضطرب الطبيب نوعًا ما بسبب نزيف حاد أصابني وحرك بالخطأ الأعصاب المتصلة بالأذن اليمنى وجرحها، فأصابني صمم في أذني. فلما رأى الطبيب ذلك أنهى ما تبقى من العملية بسرعة ثم حملوني على سرير آخر وساقوني إلى غرفة العناية. مكثت بعد العملية في غيبوبة لمدة أربعة أيام وبعد أن أفقت إذ بالأجهزة تحيط بي من كل جانب، فتعجبت من هذا المنظر!
أين أنا؟؟ ومن أنا؟؟
بقيت واجمة.. رفعت يدي وتحسست رأسي فإذا هو لين أملس... سألت أين شعري؟ أين بقية رأسي؟ ما الأمر ومن أنتم؟
فإذا به يجيب: جزء من عظم جمجمتك باقٍ عندنا لتعقيمه أيامًا، ثم نعيده مكانه.. لا تخافي؛ فهو أمر لا بد منه. مكثتُ أيامًا في هذه الغرفة لا أعرف من أمري شيئًا.. نعم، لقد نجحت العملية نجاحًا لم يكن في الحسبان. دخل الطبيب ورآني أنظر إليه فعرف أني لم أفقد البصر، وشاهدني وأنا أتحسس رأسي فعرف أني لم أصب بالشلل، وقد عرف حينها أني فقدت الذاكرة....نعم فقدتها وسأعيش بذاكرة جديدة..
فقدتُ الذاكرة ولم أستطع التعرف حتى على نفسي، وخلال وجودي بالعناية المركزة لم يسمحوا لأحد من أهلي بزيارتي حتى لا أصاب بصدمة. استقرت حالتي 24ساعة، وحينها خرجت من العناية ويا لها من صدمة كبرى عندما عجزت عن التعرف على أمي وأبي وأخوتي. نعمـ لقد خانتني الذاكرة في التعرف عليهم.
أخبروني بأنني فقدت الذاكرة بعد معجزة للنجاح في عملية خطيرة لكنها قدرة وعناية الرحمن فهاهي أنفاسي متواصلة وها أنا في عداد الأحياء. حاولت التعرف على والداي لكني فشلت، فحاول والدي أن يسترجع معي بعض الذكريات لكني لم أستطع حتى حفظي لكتاب الله فقدته فقد كنت من حفظة كتاب الله بل والله حتى الفاتحة لم أعد أعرفها.
ومرت الأيام وبدأت تظهر تقارير العملية وبقدرة الرحمن أصبحت من ضمن العمليات الناجحة..
ردد جميع الأطباء بصوت واحد (إنها القدرة والعناية الربانية) وبدأ شيء من الإيمان يقر في صدورهم بعد أن رأوا قدرة الله سبحانه جليّة أمامهم.
مكثتُ ما يقارب الشهرين والنصف ثم ودعت كل شيء هناك، أولها الأجهزة، ورجعت لأنفاس مدينتي في المنطقة الشرقية من السعودية، معاهدة نفسي بأن أحفظ كتاب الله مرة أخرى.
رجعت وأنا عازمة على بدء أجمل الصفحات في حياتي..
رجعت لداري وأهلي وإخوتي..
رجعت لمصلاي ومحرابي وكليتي..
لكني حينها رجعتُ بصورة أخرى.. رجعت لله داعية ولهمّ الدين حاملة.
حينها رأيت الشمس بأحلى حللها باسمة وهتفت لي: وانقشع الضــباب
صليت كثيرًا، وكلّما كبرت وقرأت الفاتحة تجلت أمامي (إن مع العسر يسرًا.. إن مع العسر يسرًا)
وبعد مرور شهرين على عمليتي هتفت ألسنة ثلاثة من الأطباء بالتوحيد والشهادة ووقر الإيمان في صدورهم.. نعم.. لقد أسلموا بعد أن رأوا عناية الله وقدرته سبحانه في نجاح عمليتي.
أما عني بعد أن عشت سنوات مع هذا المرض أقول للكل:
لقد اتجهت بأكفّي إلى الله بالدعاء لسان قلبي نادى، ودمعت عيناي وابتلت خداي:
ربـــــــاه يا أرحم الراحمين أعد علي نعمة الصحة والعافية حتى أكون داعية لرضوانك وجنانك فإني جعلت من نفسي وقفًا لك يا رب، فاستعملني بما تحب وترضى وانفع بي أمتك يا كريم...
وما هي إلا فترة من الزمان حتى جاءني الفرج من رب الأرض والسماء وتم الشفاء التام بفضل العلّام....
لقد كان هذا المرض درسًا لي وتذكرة، وكان رسول صدقٍ إلي ففهمت رسالته ووعيت موعظته وأدركت حقًا أني في هذه الدنيا عابرة سبيل، وأن الدار الآخرة هي دار القرار وأن البلاء قد ينزل في أي لحظة وأن النَفَس إذ خرج لن يعود.. وفي المستشفى تعلمت اللجوء إليه سبحانه؛ فقد تعلمت دروس التوحيد عمليًا..وهـــــنا... اكتملت لوحتي بعدما رسمت عليها بريشتي..
أغلقت صفحة من الماضي وبدأت بصفحة جديدة كتبت بمنتصفها "وانقشع الضباب".
ثم ذهبت لأكمل دعوتي، فلقد أصبحت داعية إلى الله وأتممت حفظ كتابي، وها أنا أبحر في طلب العلم الشرعي وأنا في أتم صحة وعافية ولله الحمد من قبل ومن بعد.منقول
لابد ان نتغتنم فرصه رمضان وندعو الله بان يفرج عنا اللهم بلغنا جميعا ليله القدر وتقبل منا لاتنسونى من صالح دعائكم جزاكوا الله كل خير
منقووووووووول
مع خالص تحياتي